الرئيسية / مقالات / إرشادات نفسية لعمال الصحة المداومين بمصالح عزل وإستشفاء مرضى فيروس كورونا COVID-19

إرشادات نفسية لعمال الصحة المداومين بمصالح عزل وإستشفاء مرضى فيروس كورونا COVID-19

إرشادات نفسية لعمال الصحة

إن رجال ونساء قطاع الصحة و الحماية المدنية هم خطوط المواجهة الأولى، فبينما نحن نتوقى الوباء في بيوتنا هم يستجلبون المُصابين به إليهم ليعالجوهم ،هم بشرٌ مثلنا لهم أحاسيس ومخاوف، هم بحاجة إلى تحفيز وإهتمام عالٍ ودعم من المسؤولين والمجتمع، حيث أنهم يتأثرون نفسيا بفقدان مرضاهم الذين كانوا معهم في تواصل وعلاقات إنسانية ليجدوا بعضهم في مراحل أخرى متوفين، فيتجرعون مرارة العجز والأسى نتيجة ذلك، ونتيجة عدم توفر الدواء الشافي وهم يرون الأعداد تتزايد أمامهم ، كما أنهم قد يعتريهم الإحساس بالذنب من احتمال كونهم مصدر أي تقصير  أو نقل العدوى إلى أهليهم. كما أن بعدهم عن أسرهم وأبنائهم وبقاءهم لأيام متواصلة في أماكن عملهم، يحرمهم ذلك من أي دعم وتكافل إجتماعي لهم في هذه اللحظة، وإن مما يزيد كذلك ضغطهم النفسي أن الناس لا تقدر جهودهم، خاصة عندما يشاهدون عدم إلتزام الناس بإجراءات الوقاية الصحية وتعريض أنفسهم للإصابة مما يجعل جهودهم تذهب هباءاً منثورا ،وأن أمد الأزمة سيطول. كما لا ننسى أن الخوف من نقل العدوى إلى أنفسهم جاثم بين عينيهم من إحتمال أنهم قد يكونوا هم في يوم من الأيام مصابون بذلك الوباء الذي يحاربونه.

إن أفراد الجيش الأبيض فعلاً يعانون من الإحتراق المهني وكلما زادت مدة الوباء زاد الأمر عليهم.

لذا عليهم هم كذلك ألا يترددوا في الإستفادة من الخدمات والإرشاد النفسي متى رأوا أنهم بحاجة إليها وأن يتعودوا التنفيس عن مشاعرهم وإنفعالاتهم. كما يجب عليهم عدم إجهاد أنفسهم بدنيا لوقتٍ طويل وأن يتخلل عملهم وفي فترات متقطعة لحظات للإسترخاء النفسي والعضلي وكذلك فترات ترفيهية، بعيدا عن الجو المشحون بالعمل، عليهم أن يستحضروا في أذهانهم أنهم يؤدون رسالة نبيلة وأن لهم أجراً كبيراً في إنقاذ الأرواح وإدخال الإبستامة والسرور لأسر أبتليت بإصابة أحد أفرادها.

لذا فإن علينا أن نعينهم بالإلتزام بإجراءات الوقاية الصحية، وبتشجعينا لهم وعرفاننا وتقديرنا لجهودهم وتضحاياتهم الجسيمة في سبيل إنقاذ الوطن والمواطن.